Lompat ke konten Lompat ke sidebar Lompat ke footer

الحال والتمييز

المبحث الأول
الحال
الحال هو وصف فضلة يذكر لبيان هيئة الإسم الذي يكون الوصف له. المثال : رجع الجنذ ظافرا, وأدب والدك صغيرا. ولا فرق بين أن يكون الوصف مشتقا من الفعل, المثال: طلعت الشمس صافية.  وقد تشتبه الحال بالتمييز في نحو "لله ِ دَرّهُ فارساً أو عالماً أو خطيباً". فهذا ونحوه تمييزٌ لأنه لم يقصد به تمييز الهيئة. وانما ذكر لبيان جنس المتعجب منه، والهيئة مفهومة ضمناً. ولو قلت "لله دَرّهُ من فارس". لصحَّ. ولا يصحّ هذا في الحال. فلا يقال "جاء خالد من راكب" وليس مثل ما تقدم هو التمييز حقيقة. وانما هو صفته نابت عنه بعد حذفه. والأصل "لله درّهُ رجلاً فارساً".

واشتبهت الحال بالنعت. المثال مررت برجل راكب. أنّ كلمة راكب نعت لأنه ذكر لتخصيص الرجل لا لبيان هيئته. وأنّ الحال منصوبة دائما و تُجرُّ اللفظ بالباءِ الزائدة بعد النفيِ. كما قال الشاعر : فما رَجَعَتْ بِخائِبةٍ رِكابٌ ... حَكيمُ بنُ المُسَيَّبِ مُنْتَهاها.
وأما في باب الحال تسعة مباحث:
1.   الاسمُ الَّذي تَكون لَهُ الحالُ
تجيء الحالُ من الفاعل، نحو "رجعَ الغائبُ سالماً". ومن نائب الفاعل، نحو "تُؤكلُ الفاكهةُ ناضجة". ومن الخبرِ، نحو "هذا الهلالُ طالعاً". ومن المبتدأ (كما هو مذهبُ سيبويه ومن تابعهُ. وهو الحقُّ) ، نحو "أنتَ مجتهداً أخي" ونحو "الماءُ صرفاً شرابي". ومن المفاعيل كلها على الأصحّ. ولا فرقَ بينَ أن يكون المفعولُ صريحاً، كما رأيتَ، أو مجروراً بالحرف، نحو "انهضْ بالكريمِ عاثراً" ونحو "لا تَسرِ في الليل مُظلِماً" ونحو "اسعَ للخير وحدَهُ". و تأتي الحالُ من المضاف إليه بشرط أن يكون في المعنى، أو في التقدير، فاعلاً أو مفعولاً، وذلك في صورتين:
أ‌.       أن يكونَ المضافُ مَصدراً أو وصفاً مضافين إلى فاعلهما أو نائب فاعلهما أو مفعولِهما. فالمصدرُ المضافُ إلى فاعلهِ، نحو سَرّني قدومكَ سالماً"[1]، ومنه قولهُ تعالى إليه مرجعُكُم جميعاً.[2] والوصفُ المضافُ إلى فاعله نحو "أنتَ حسَنُ الفرَسِ مُسرَجاً".والوصفُ المضافُ إلى نائب فاعله نحو "خالدٌ مغمَض العينِ ادمعةً".والمصدرُ المضافُ إلى مفعولهِ، نحو "يعجبُني تأديبُ الغلام مُذنِباً، وتهذيبُهُ صغيراً".والوصفُ المضافُ إلى مفعولهِ نحو "أنتَ ورادُ العيشِ صافياً، ومسهَلُ الأمرِ صعباً"، ونحو "خالدٌ ساري الليلِ مظلماً". وتكونُ الحالُ قد جاءَت من الفاعل أو نائبه أو من المفعولِ، كما هو شرطها.[3]
ب‌.  أن يَصِحَّ إقامةُ المضافِ إليه مقامَ المضاف، بحيثُ لو حذف المضافُ لاستقامَ المعنى. وذلكَ بأن يكونَ المضافُ جُزْءاً من المضاف إليه حقيقةً، كقولهِ تعالى :أيُحب أحدُكم أن يأكل لحمَ أخيه مَيتاً فكَرِهتُموهُ.[4] ، وقوله ونَزَعنا ما في صُدورهم من غِلٍّ إخواناً[5]، ونحو "أمسكتُ بيدِكَ عاثراً. و تكون الحال ايضاً قد جاءت من الفاعل أو المفعول تقديراً، لأنه يصح الاستغناء عن المضاف. فاذا سقط ارتفع ما بعده على الفاعلية أو انتصب على المفعولية. وإذا علمت ذلك عرفت أنه لا يصحُّ أن يقال "مررت بغلام سعاد جالسة"، لعدم صحة الاستغناء عن المضاف؛ لأنه ليس جزءاً من المضاف إليه، ولا كالجزء منه. فلو أسقطت الغلام، فقلت "مررت بهند جالسة" لم يستقم المعنى المقصود، لأن القصد هو المرور بغلامها لا بها.[6]
2.   شروطُ الحال
يشترطُ في الحال أربعةُ شروطٍ وهم:
أ‌.       أن تكونَ صفةً مُنتقلةً، لا ثابتةً (وهو الأصلُ فيها) ، نحو "طلعت الشمسُ صافيةً".
وقد تكونُ صفةً ثابتةً، نحو "هذا أَبوكَ.
ب‌.  أن تكونَ نكرةً، لا معرفةً.
وقد تكون معرفةً إذا صحَّ تأويلُها بنكرةٍ، نحو "آمنتُ بالله وحدهُ". أَي منفرداً، ونحو "رجعَ المسافرُ عودَهُ على بَدئهِ"، أي عائداً في طريقه، والمعنى أنه رجعَ في الحال. ونحو "أُدخلُوا الأولَ فالأولَ" أي مترَتِّبينَ. ونحو "جاءُوا الجَمّاءَ الغَفيرَ"، أي جميعاً. ونحو "إفعلْ هذا جُهدَكَ وطاقتكَ" أي جاهداً جادًّا. ونحو "جاءَ القومُ قَضَّهُم، بقَضيضهم.
ج‌.  أن تكونَ نَفْسَ صاحبِها في المعنى، نحو "جاءَ سعيدُ راكباً".
د‌.     أن تكون مشتقّةً، لا جامدةً.
وقد تكون جامدةً مُؤَوَّلةً بوصفٍ مشتقٍّ، وذلك في ثلاث حالات
أ‌.    الأولى أن تدُلَّ على تشبيهٍ، نحو "كرَّ عليٌّ أسداً"، أي شُجاعاً كالأسد، ونحو "وضَحَ الحقُّ شمساً"، أي مضيئاً، أو ميراً كالشَّمس. ومنه قولهم "وقعَ المصطَرعانِ عِدْليْ عَيرٍ". أي مصطَحِبَينِ كاصطحابِ عدليْ حمارٍ حينَ سقوطهما.
ب‌.          الثانيةُ أن تَدُلُّ على مُفاعلةٍ، نحو "بِعتُكَ الفرَسَ يداً بيدٍ"، أي متقابضينِ، ونحو "كلّمتُه فاهُ غلى فيَّ"، أي مُتشافهينِ.
ت‌.          الثالثةُ أن تدلَّ على ترتيبٍ، نحو "دخلَ القومُ رجلاً رجلاً"، أي مُترَتّبينَ، ونحو "قرأتُ الكتابَ باباً باباً"، أي مُرَتّباً.
وقد تكونُ جامدةً، غيرَ مُؤوَّلةٍ بوصفٍ مُشتق، وذلك في سبع حالاتٍ
أ‌.         الأولى أن تكونَ موصوفةً، كقوله تعالىي : إنّا أنزلناه قرآنا عربياً.[7]
ب‌.   الثانيةُ أن تدلَّ على تسعيرٍ، نحو بعتُ القمحَ مُدًّا بِعشرةِ قُروشٍ. واشتريتُ الثوبَ ذِراعاً بدينارِ".
ت‌.   الثالثةُ أن تدُلَّ على عددٍ، كقوله تعالى : فَتَمَّ مِيقاتُ رَبكَ أربعينَ ليلةً.[8]
ث‌.   الرابعةُ أن تَدُلَّ على طَورٍ، أي حالٍ، واقعٍ فيه تفضيلٌ، نحو "خالدٌ غلاماً أحسنُ منهُ رجلاً" ونحو "العِنَب زبيباً أطيبُ منه دِبساً".
ج‌.    الخامسةُ أن تكون نوعاً لصاحبها، نحو "هذا مالُكَ ذهباً".
ح‌.    السادسةُ أن تكونَ فرعاً لصاحبها، نحو "هذا ذَهبُكَ خاتماً"، ومنه قولهُ تعالى :وتنحِتونَ الجبالَ بُيوتا.[9]
خ‌.    السابعةُ أن تكون أصلاً لصاحبها، نحو "هذا خاتُمكَ ذَهباً. وهذا ثوبُك كتّاناً"، ومنه قوله تعالى :أأسجُدُ لِمن خَلقتَ طيناً؟.[10]
3.     عاملُ الحالِ وصاحبُها
تحتاج الحالُ إلى عاملٍ وصاحبٍ. فعاملُها ما تَقدَّم عليها من فعلٍ، أو شبههِ، أو مَعناهُ. فالفعلُ، نحو "طلعت الشمسُ صافيةً". والمرادُ بشبهِ الفعلِ الصفاتُ المشتقةُ من الفعلِ، نحو "ما مسافرٌ خليلٌ ماشياً".
والمراد بمعنى الفعل تسعةُ أشياء
أ‌.       اسمُ الفعلِ، نحو "صَهْ ساكتاً. ونَزَالِ مُسرعاً".
ب‌. اسمُ الإشارةِ، نحو "هذا خالدٌ مُقبلاً"، ومنه قولهُ تعالى :وهذا بَعلي شيخاً[11]
ت‌.  أدواتُ التّشبيهِ، نحو "كأنَّ خالداً، مقبلاً، أسدٌ"،
ث‌. أدوات التّمني والتّرجّي، نحو: "ليتَ السرورَ، دائماً عندنا، ونحو: "لَعلَّك، مدَّعياً، علي حقٍّ".
ج‌.  أدوات الاستفهام، نحو: "ما شأنُكَ واقفاً؟ * ما لَكَ مُنطلقاً* كيفَ أنتَ قائماً؟ * كيفَ بزُهيرٍ رئيساً؟ ". ومن ذلك قولُه تعالى: فَمَا لَهُمْ عَنِ التذكرة مُعْرِضِينَ.[12]
ح‌.  حرفُ التنبيهِ، نحو "ها هُوَ ذا البدرُ طالعاً".
خ‌.  الجارُّ والمجرورُ، نحو "الفرَسُ لكَ وحدَك".
د‌.     الظرفُ، نحو "لَدَينا الحقُّ خَفّاقاً لواؤُهُ".
ذ‌.     حرفُ النداء، كقوله "يا أيُّها الرَّبعُ مبكيّاً بساحتهِ".
ر‌.     وصاحبُ الحالِ ما كانت الحالُ وصفاً له في المعنى. فإذا قلتَ "رجعَ الجندُ ظافراً"، فصاحبُ الحال هو "الجُندُ" وعاملُها هو "رجعَ".
والأصلُ في صاحبها أن يكون معرفةً، كما رأيتَ. وقد يكونُ نكرةً، بأحدِ أربعةِ شروطٍ
أ‌.       أن يتأخرَ عنها، نحو "جائني مُسرعاً مُستنجدٌ فأنجدتهُ"، ومنه قولُ الشاعر "لِمَيّةً مُوحِشاً طَلَلُ".
ب‌. أن يسبقه نفيٌ أو نهيٌ أو استفهامٌ فالأولُ نحو "ما في المدرسة من تلميذٍ كسولاً. وما جاءني أحدٌ إلاّ راكباً"
ث‌.             أن يتَخصَّصَ بوصفٍ أو إضافةٍ، فالأولُ نحو "جاءني صديقٌ حميمٌ طالباً
ج‌.              أن تكون الحالُ بعدَهُ جملةً مقرونةً بالواو، كقوله تعالى : أو كالذي مَرَّ على قريةٍ، وهيَ خاويةٌ على عُرُوشها.[13]
4.      تَقَدُّمُ الحالِ على صاحِبها وتَأَخُّرُها عنه
الأصلُ في الحالِ أن تتأخرَ عن صاحبها. وقد تتقدَّمُ عليه جوازاً، نحو "جاء راكباً سعيدٌ.
وقد تتقدَّمُ عليه وُجوباً. وقد تَتأخرُ عنهُ وجوباً.فتتقدّمُ عليه وُجوباً في موضعينِ
أ‌.       أن يكونَ صاحبُها نكرةً غير مستوفيةٍ للشُّروطِ، نحو "لخليلٍ مُهذَّباً غلامٌ"، ومنه
ب‌. أن يكونَ محصوراً، نحو "ما جاء ناجحاً إلا خالدٌ وإنما جاء ناجحاً خالدٌ". تقولُ ذلك إذا أردتَ أن تَحصُرَ المجيء بحالة النجاح في خالد.
وتتأخرُ عنه وجوباً في ثلاثة مواضع
أ‌.       أن تكونَ هي المحصورة، نحو "ما جاء خالدٌ إلا ناجحاً. وإنما جاء خالدٌ ناجحاً". تقول ذلك إذا اردت أن تحصُرَ مجيء خالدٍ في حالة النجاح
ب‌.  أن يكون صاحبُها مجروراً بالإضافة، نحو "يُعجبُني وُقوفُ عليٍّ خطيباً. وسرَّني عملُك مخلصاً".أما المجرور بحرف جرٍّ أصلي، فقد منعَ الجمهورُ تقدُّمَ الحال عليه. فلا يقالُ "مررتُ راكبةً بسعادَ وأخذتُ عاثراً بيدِ خليلٍ". بل يجب تأخيرُ الحال. وأجاز تقدُّمَهُ ابنُ مالك.
ت‌. أن تكون الحالُ جملةً مقترنةً بالواو، نحو "جاء عليٌّ والشمسُ طالعة". فإن كانت غيرَ مُقترننة بها جاز تأخيرُها وتقديمها، فالأولُ نحو "جاء خليلٌ يَحمِلُ كتابهُ"، والثاني نحو "جاء يحملُ كتابَهُ خليلٌ". وأجاز قومٌ تقديمَها وهي مُصَدَّرةٌ بالواو. والأصح ما ذكرناه.[14]
5.      تقَدُّمُ الحالِ على عاملِها وتأَخُّرُها عَنه
الأصلُ في الحال أن تَتأخرَ عن عاملها. وقد تتقدَّم عليه جوازاً، بشرطِ أن يكون فعلاً مُتَصرفاً، نحو "راكباً جاء علي" أو صفة تُشبهُ الفعلُ المتصرفَ كاسمِ الفاعلِ واسمِ المفعولِ والصفة المشبهَةِ نحو "مُسرعاً خالدٌ مُنطلقٌ". ومن الفعل المتصرف قوله تعالى : خُشّعاً أبصارُهم يَخرُجونَ.[15]
فان كان العامل في الحال فعلا جامداً، أو صفة تشبهه - وهي اسم التفضيل - أو معنى الفعل دون أحرفه، فلا يجوز تقديم الحال عليه، فالأول نحو "ما أجملَ البدرَ طالعاً! ". والثاني "عليّ افصحُ الناس خطيباً". والثالث نحو "كأنّ علياً مُقدماً أسدٌ"، فلا يقال "طالعاً ما أجمل البدر. ولا علي خطيباً أفصحُ الناس. ولا مقدماً كأن علياً أسدٌ" ويستثنى من ذلك اسم التفضيل في نحو، قولك "سعيد خطيباً أفصح منه كاتباً. وابراهيمُ كاتباً أفصح من خليل شاعراً".
تتقدمُ الحالُ على عاملها وجوباً في ثلاثِ صُوَرٍ
أ‌.                  أن يكون لها صدرُ الكلامِ، نحو "كيفَ رجعَ سليمٌ؟ "، فإن أسماء الاستفهامِ لها صدرُ جملتها.
ب‌.   أن يكون العاملُ فيها اسمَ تفضيلٍ، عاملاً في حالين، فُضّلَ صاحبُ إحداهما على صاحبِ الأخرى، نحو "خالدٌ فقيراً، أكرمُ من خليلٍ غنيّاً"، أو كان صاحبُها واحداً في المعنى، مُفضّلاً على نفسه في حالةٍ دونَ أُخرى، نحو "سعيدٌ، ساكتاً، خيرٌ منه متكلماً". فيجبُ والحالةُ هذهِ، تقديمُ الحال التي للمُفضّل.
ت‌.   أن يكون العاملُ فيها معنى التّشبيه، دونَ أحرُفهِ، عاملاً في حالينِ
ث‌.   يرادُ بهما تشبيهُ صاحبِ الأولى بصاحبِ الأخرى، نحو "أنا، فقيراً، كخليلٍ غنيّاً.
تتأخرُ الحال عن عاملها وجوباً في أحدَ عشرَ موضعاً
أ‌.      أن يكونَ العاملُ فيها فعلاً جامداً، نحو "نِعْمَ المهذارُ ساكتاً. ما أحسنَ الحكيمَ متكلِّماً.
ب‌.   أن يكونَ اسمَ فعلٍ، نحو "نَزالِ مسرعاً".
ت‌.    أن يكونَ مصدراً يَصِحُّ تقديرُهُ بالفعلِ والحرفِ المصدري، نحو "سرَّني أو يَسرُّني، اغترابُك طالباً للعلم".
ث‌.   أن يكون صِلةً لألْ، نحو "خالدٌ هو العاملُ مجتهداً".
ج‌.      أن يكون صِلةً لحرفٍ مصدريٍّ، نحو "يَسُّرني أن تعملَ مجتهداً. سَرَّني أن عملتُ مُخلِصاً، يَسرُّني ما تجتهدُ دائباً. سرَّني ما سَعَيتَ صابراً".
ح‌.     أن يكونَ مقروناً بلامِ الابتداءِ، نحو "لأَصبِرُ مُعتمِلاً". 7- أن يكونَ مقروناً بلامِ القسم، نحو "لأثابرَنَّ مجتهداً".
خ‌.      أن يكونَ كلمةً فيها معنى الفعل دون أَحرفهِ، نحو "هذا عليٌّ مقبلاً. ليت سعيداً، غنيّاً، كريمٌ. كأنَّ خالداً، فقيراً، غنيٌّ.
د‌.       أن يكون اسمَ تفضيلٍ، نحو "عليٌّ أفصحُ القومِ خطيباً"، إلا إذا كان عاملاً في حالين، نحو "العصفورُ، مغَرداً خيرٌ منه ساكتاً"، فيجبُ تقديمُ حال المفضّل على عامله، كما تقدَّم.
ذ‌.     أن تكونَ الحالُ مؤكدةً لعاملها، نحو "ولّى العدوُّ مدبِراً، فتَبسّم الصديقُ ضاحكاً".
ر‌.       أن تكون جملةً مقترنة بالواو، على الأصحِّ، نحو "جئتُ والشمسُ طالعةٌ". فان كانت غير مقترنة بالواو جاز تقديمها على عاملها، نحو "يركب فرسه جاء خالد" وأجاز قوم تقديمها على عاملها وهي مصدرة بالواو.[16]
6.          حذف الحال وحذف صاحبها
الأصلُ في الحال أنه يجوز ذكرها وحذفُها، لانها فضلةٌ. وإن حذفت فإنما تُحذَفُ لقرينة. وأكثرُ ذلك إذا كانت الحالُ قولاً أغنى عنه ذكرُ القَول، كقولهِ تعالى : والملائكةُ يَدخلونَ عليهم من كل باب سلامٌ عليكم.[17] وقد يُحذَفُ صاحبُها لقرينةٍ، كقولهِ تعالى : أهذا الذي بَعثَ الله رسولاً[18] ، أَي "بعثهُ".
وقد يَعرِضُ للحال ما يَنعُ حذفَها، وذلك في أربعِ صورٍ
أ‌. أن تكونَ جواباً، كقولك "ماشياً" في جواب من قال "كيف جئتَ؟ ".
ب‌.   أن تكونَ سادًةَ مسَدَّ خبرِ المبتدأ، نحو "أَفضلُ صدَقةِ الرجلِ مُستتراً".
ت‌.   أن تكونَ بَدلاً من التلفُّظِ بفعلها، نحو "هنيئاً لكَ".
ث‌.   أن يكونَ الكلامُ مَبنيّاً عليها. بحيثُ يَفسُدُ بحذفها كقوله تعالى : يا أيُّها الذينَ آمنوا لا تقربُوا الصلاةَ، وأنتم سكارى، حتى تَعلموا ما تقولون[19] ، وقولهِ : ولا تَمشِ في الأرضِ مَرَحاً. [20]ومن هذا أن تكون محصورةً في صاحبها، أَو محصوراً فيها صاحبُها، فالأولُ نحو "ما جاءَ راكباً إلاّ علي"، والآخرُ نحو "ما جاءَ عليٌّ إلاَّ راكباً".
7.      حذفُ عاملِ الحالِ
فالجائزُ كقولك لقاصد السفر "راشداً"، وللقادم من الحجِّ "مأجوراً"، ولِمن يحدِّثُكَ "صادقاً"، ونحو "راكباً" لمن قال لكَ "كيف جئتَ؟ "، وبَلى مسرعاً" في جواب من قال لكَ "إنَّكَ لم تَنطلق". ومن ذلك قولهُ تعالى :أيَحسَبُ الإنسانُ أَن لن نجمعَ عِظامَهُ؟ بَلى، قادرينَ على أن نُسوِّي بنَانَهُ.[21]
        والواجبُ في خمس صوَر وهم كما يلي:
أ‌.       أن يُبيّن بالحالِ ازيادٌ أَو نقصٌ بتدريجٍ، نحو : تَصدَّق بدرهمٍ فصاعداً، أَو فأكثرَ, ونحو اشترِ الثّوبَ بدينار فنازلاً، أو فأقلَّ، أَو فسَافِلاً. وشرطُ هذهِ الحالِ أَن تكون مصحوبة بالفاءِ، كما رأيت، أَو بِثمّ. والفاءُ أكثرُ.
ب‌.  أن تُذكرَ للتّوبيخِ، نحو : أقاعداً عن العلمل، وقد قام الناسَ؟ ، ونحو : أَمتوَانياً، وقد جَدَّ قُرَناؤكَ؟ . ومنه قولهم : أَتَميميّاً مرةً، وقَيسيّاً أُخرَى؟.
ت‌. أَن تكون مُؤكدةً لمضمونِ الجملةِ، نحو : أنت أَخي مواسياً.
ث‌. أن تسُدّ مسَدّ خبر المبتدأ، نحو : تأديبي الغلامَ مُسيئاً.
ج‌.   أَن يكون حذفُهُ : (أَي حذفُ العامل) سَماعاً، نحو : هنيئاً لك.[22]

8.     أقسام الحال
تنقسم الحال باعتبارات مختلفة الى مؤسسة ومؤكدة, فالمؤسسةُ هي تُسمّى المبنيّة أَيضاً، لانها تُذكرُ للتّبين والتّوضيح وهي التي لا يُستفادُ معناها بدونها، نحو : جاءَ خالدٌ راكبا. والمؤكدةُ هيَ التي يُستفادُ معناها بدونها، وإنما يُؤتى بها للتوكيد. وهي ثلاثةُ أَنواع:
أ‌.    ما يؤتى بها لتوكيدِ عاملها، وهي التي تُوافقه معنًى فقط، أو معنى ولفظاً. فالأول نحو : تَبسّم ضاحكاً
ب‌.        ما يؤتى بها لتوكيدِ صاحبِها، نحو : جاءَ التلاميذُ كلُّهم جميعاً.
ت‌.        ما يؤتى بها لتوكيدِ مضمون جملة معقودة من اسمينِ معرفتينِ جامدينِ، نحو "هو الحقُّ بيّناً، أو صريحاً"، ونحو "نحنُ الأخوةُ مُتعاونينَ.
9.  واو الحال وأحكامها.
واوُ الحالِ ما يصحُّ وقوعُ "إذ" الظرفيّةِ موقعَها، فإذا قلتَ "جئتُ والشمسُ تغيبُ"، صحَّ أن تقول "ئجتُ إذِ الشمسُ تغيب". ولا تدخلُ إلاّ على الجملة، كما رأَيتَ، فلا تدخلُ على حال مُفرَدة، ولا على حالٍ شبهِ جملةٍ. وأصلُ الرَّبطِ أن يكونَ بضمير صاحب الحال. وحيثُ لا ضميرَ وجبتِ الواو، لأنّ الجملةَ الحاليّةَ لا تخلو من أحدهما أو منهما معاً. فإن كانت الواو معَ الضمير كان الرَّبطُ أشدَّ وأحكم. وواوُ الحالِ، من حيثُ اقترانُ الجملة الحاليّة بها وعَدمُهُ، على ثلاثة أضرُبٍ واجبٍ وجائزٍ ومُمتنع.[23]
أ‌.       واو الحال الواجب في ثلاثِ صُوَرٍ
1)  الأولى أن تكونَ جملةُ الحالِ إسميَّةً مجرَّدةً من ضمير يَربطُها بصاحبها، نحو "جئت والناس نائمون"، ومنه قوله تعالى : كما أخرجكَ ربُّك من بيتكَ بالحق، وإنّ فريقاً من المؤمنين لكارهونَ[24]
2)   أن تكون مُصدَّرَةً بضمير صاحبها، نحو "جاء سعيدٌ وهو راكبٌ"، ومنه قولهُ تعالى:لا تَقرَبوا الصلاة وأنتم سُكارى.[25]
3)   أن تكون ماضيَة غيرَ مُشتملةٍ على ضمير صاحبها، مُثبتةً كانت أو مَنفيَّةً. غير أنه تجب "قَدْ" معَ الواوِ في المثبتةِ، نحو "جئتُ وقد طلعت الشمسُ"، ولا تجوز مع المفيّةِ، نحو "جئتُ وما طلعتِ الشمسُ".
ب‌. واوُ الحال الممتنع من الجملة في سبع مسَائلَ
1)  أن تقعَ بعد عاطفٍ، كقوله تعالى : وكم من قريةٍ أهلكناها، فجاءَها بأسُنا بَياتاً، أو هم قائلونَ.[26]
2)   أن تكونَ مُؤكدةً لمضمون الحملةِ قبلَها، كقولهِ سبحانهُ : ذلكَ الكتابُ، لا ريبَ فيه.[27]
3)   أن تكونَ ماضِيَّةً بعد "إلاَّ"، فتمتنعُ حينئذٍ من "الواو" و"قدْ" مجتمعينِ، ومُنفردتينِ، وتُربطُ بالضميرِ وحدَهُ، كقوله تعالى : ما يأتيهم من رسول إلاَّ كانوا بهِ يستهزئونَ.[28]
4)   أن تكون ماضيّةً قبلَ "أو"، كقول الشاعر : (كُنْ لِلخَليلِ نَصيراً، جارَ أوْ عَدَلاَ .وَلاَ تَشُحَّ علَيْهِ. جادَ أَوْ بَخِلاَ)
5)  أن تكونَ مُضارعيّةً مُثبَتةً غيرَ مُقترنةٍ بِقدْ وحينئذٍ تُربطُ بالضميرِ وحدَهُ، ، ونحو "جاء خالدٌ يحملُ كتابهُ". فإن اقترنت بِقدْ، وجبتِ الواوُ معَها، كقولهِ تعالى : لِمَ تُؤذونني؟ وقد تَعلمونَ أني رسولُ اللهِ إليكم[29] . ولا يجوزُ الواوُ وحدَها ولا قَد وحدَها. بل يجبُ تجريدُها منهما معاً، أو اقترانُها بهما معاً،
6)  أن تكونَ مُضارِعيّةً منفيّةً بِ "ما"، فتمنعُ حينئذٍ من الواو وقد، مُجتمعتينِ ومُنفردتينِ، وتُربَطُ بالضميرِ وحدَهُ كقول الشاعر : أَهْدْتُكَ ما تَصْبُو، وفيكَ شَبيبة.فَما لَكَ بَعْدَ الشَّيْبِ صَبًّا مُتَيَّما؟
7)   أن تكونَ مُضارعيّةً مَنفيّةً بِـ "لا"، فتمنع أيضاً من "الواو" و"قَدْ" مُجتمعتينِ ومُنفردتينِ، كقوله تعالى :وما لَنا لا نُؤمِنُ باللهِ.[30]
ث‌.   واو الحال الجائز وتركها
يجوزُ أن تقترنَ الجملةُ بواو الحالِ، وأن لا تقترنَ بها، في غير ما تقدَّمَ من صُوَر وُجوبها وامتناعها. غيرَ أن الأكثرَ في الجملةِ الاسميّة - مُثبتةً أو منفيةً - أن تقترنَ بالواو والضمير معاً. فالمُثبتةُ كقولهِ تعالى : خرجوا من ديارهم وهم أُلوفٌ"، وقولهِ {فلا تجعلوا للهِ أنداداً وأنتم تعلمونَ.[31] والمنفيّةُ نحو "رجعتُ وما في يدي شيءٌ". وقد تُربَطُ, مُثبَتةً أو منفيّةٌ, بالضمير وحدَهُ. فالمُثبتَةُ كقوله تعالى : قُلنا اهبِطوا بعضُكم لبعضٍ عدُوٌّ.[32]
وأمّا الجملةُ الماضيّة الحاليَّة، فإن كانت مُبتَةً، فأكثرُ ما تُربَطُ بالضمير والواو وقَدْ معاً، كقوله تعالى : أفتَطْمَعونَ أن يُؤمنوا لكم، وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلامَ اللهِ ثمّ يُحرفونهُ من بعدظش ما عقَلوهُ.[33]
10.    تعدد الحال
يجوزُ أن تَتعدّدَ الحالُ، وصاحبُها واحدٌ أو مُتَعدّدٌ. فمثالُ تعدُّدها، وصاحبُها واحدٌ، قولهُ تعالى : فرجَعَ موسى إلى قومهِ غضبانَ أسِفاً[34]. وإن تَعدّدَت وتعدّدَ صاحبها، فإن كانت من لفظٍ واحدٍ، ومعنًى واحدٍ ثَنّيتها أو جمعتها، نحو "جاءَ سعيدٌ وخالدٌ راكبينِ. وسافر خليلٌ وأخواه ماشِيينَ"، ومنه قوله تعالى : وسَخَّرَ لكمُ الشمسَ والقمرَ دائِبَيْنِ.[35]
وإن اختلفَ لفظُهما فُرِّقَ بينهما بغير عطفٍ، نحو "لَقيتُ خالداً مُصعِداً مُنحدراً. ولقيتُ دَعداً راكبةً ماشياً. ونظرتُ خليلاً وسعيداً واقفيْنِ قاعداً". وإنْ لم يُؤمنِ اللّبسُ أعطيتَ الحال الأولى للثاني والأخرَى للأولِ. فإن أردتَ العكس وجبَ أن تقول "لقيتُ خالداً مُنحدِراً مُصعِداً، فيكونُ هوَ المنحدِر وأنت المُصعِد. وإن أُمِنَ من اللّبسُ، لظهور المعنى، كما في المثالينِ الباقيينِ، جاز التقديمُ والتأخير، لأنهُ يمكنُكَ أن تَرُدّ كلّ حال إلى صاحبها.[36]
11.     تتمة
وردت عن العَربِ ألفاظٌ، مركّبةٌ تركيبَ خمسةَ عشَر، واقعةً موقع الحالِ. وهي مبنيّة على فتح جُزءَيها، إلاّ ما كان جُزؤهُ الأولُ ياءً فبناؤهُ على السكون. وهذهِ الألفاظُ على ضربينِ وهما :[37]
1)   ما رُكِّبَ، وأصلُهُ العطفَ، نحو "تَفَرّقُوا شَذَرَ مَذَرَ، أو شَغَرَ بَغَرَ"، أي "مُتفرّقِين، أو مُنتشرين، أو متَشتّتينَ"، ونحو "هو جاري بيتَ بَيتَ"، أي "مُلاصِقاً"، ونحو "لَقيتُهُ كَفّةَ كَفّةَ"، أي "مُواجِهاً".
2)  ما رُكِّبَ، وأصلهُ الإضافةُ، نحو "فَعلتُهُ بادِئَ بَدْءَ، وبادِيْ بَدْأَةَ، وبادِئَ بِداءَ، وباديْ بَداءَ، وبَدْأَةَ بَدْأَةَ"، أي "فعلتُهُ مَبدوءاً بهِ" ونحو "تفَرَّقوا، أو ذَهَبُوا أَيدي سَبَا وأَيادِي











المبحث الثاني
التمييز
التمييز هو إسم يذكر بعد مبهم ليوضحه. نحو: اشتريت عشرين تابا.[38] والمُفسّرُ للمُبهَمِ يُسمّى تمييزاً ومُميّزاً، وتفسيراً ومُفسّراً، وتبييناً ومُبيّناً، والمُفَسّرُ يُسمّى مُميّزاً ومُفسّراً ومُبيّناً. والتّمييزُ يكونُ على معنى "مِنْ"، كما أنَّ الحال تكون على معنى "في". فإذا قلتَ "اشتريتُ عشرين كتاباً"، فالمعنى أنكَ اشتريتَ عشرين من الكتُب، وإذا قلتَ "طابَ المجتهدُ نفساً"، فالمعنى أنهُ طابَ من جِهة نفسهِ. والتَّمييزُ قسمانِ تمييزُ ذاتٍ (ويسمّى تمييزَ مُفرَدٍ أيضاً) ، وتمييزُ نِسبةٍ (ويُسَمّى أيضاً تمييزَ جملةٍ).
1.     تَمْيِيزُ الذَّاتِ وحُكْمُهُ
تمييزُ الذاتِ ما كان مُفسّراً لاسمٍ مُبهمٍ ملفوظٍ، نحو "عندي رِطلٌ زَيتاً". والاسمُ المُبهَمُ على خمسة أنواع,وهم :
أ‌.       العَدَدُ، نحو "اشتريتُ أحدَ عشرَ كتاباً". ولا فرقَ بينَ أن يكونَ العدَدُ صريحاً، كما رأيتَ، أو مُبهَماً، نحو "كم كتاباً عندكَ؟ ". والعددُ قسمانِ صريحٌ ومُبهمٌ. فالعدَدُ الصريحُ هو ما كان معروفَ الكميّةِ كالواحد والعشرةِ والأحدَ عشرَ والعشرينَ ونحوِها.والعدَدُ المُبهَمُ هو ما كانَ كنايةً عن عَدَدٍ مجهولٍ الكميّةِ وألفاظهُ "كَمْ وكأيِّنْ وكذا"، وسيأتي الكلام عليه.
ب‌. ما دلَّ على مِقدارٍ (اي شيءٍ يُقدَّرُ بآلة) . وهو إمّا مِساحةٌ نحو "عندي قَصبَةٌ أرضاً"، أو وزنٌ، نحو "لك قِنطارٌ عَسَلاً، أو كيلٌ، نحو "أعطِ الفقيرَ صاعاً قمحاً"، أو مِقياسٌ نحو "عندي ذراعٌ جوخاً.
ت‌. ما دلَّ على ما يُشبهُ المقدارَ, مما يَدُلُّ على غيرِ مُعيّنٍ, لأنهُ غيرُ مُقدَّر بالآلة الخاصّة. وهو إمّا إن يُشبهَ المِساحةَ، نحو "عندي مَدُّ البصرِ أرضاً. وما في السماء قَدْرُ راحةٍ سَحاباً"، أو الوزن كقوله تعالى : فمن يعمَلْ مِثقالَ ذَرَّةٍ خيراً يَرَهُ، ومَنْ يعملْ مِثقالَ ذَرَّةٍ شرًّا يَرَهُ،[39] أو الكيلُ, كالأوعيةِ ,نحو "عندي جَرَّةٌ ماءً، وكيسٌ قمحاً، وراقودٌ خَلاًّ.
ث‌.  ما أُجرِيَ مُجرَى المقادير - من كل اسمٍ مُبهَمٍ مُفتقرٍ إلى التّمييز والتّفسير، نحو "لنا مِثلُ ما لَكم خيلاً. وعندنا غيرُ ذلك غَنَماً.
ج‌.  ما كان فرعاً للتّمييز، نحو "عندي خاتمٌ فِضّةً، وساعةٌ ذهباً، وثوبٌ صوفاً، ومِعطفٌ جوخاً".
وحكمُ تمييز الذاتِ أنه يجوز نصبُهُ، كما رأيتَ، ويجوزُ جرُّه بمن، نحو "عندي رِطلٌ من زيتٍ، ومِلْءُ الصّندوقِ من كتب"، وبالإضافة، نحو "لنا قَصَبةُ أرضٍ، وقِنطارُ عَسَلٍ"، إلا إذا اقتضت إضافتُهُ إضافتْين, بأن كانَ المُمَيّزُ مضافاً, فتمتنعُ الإضافةُ، ويتَعيَّنُ نصبُهُ أو جَرُّهُ بِمِن، نحو "ما في السّماءِ قدَرُ راحةٍ سَحاباً، أو من سَحابٍ". ويُستثنى منه تمييزُ العدَدِ، فإن له أحكاماً ستُذكر.
2.     تمييز النسبة وحكمه
تمييزُ النّسبةِ ما كان مُفسّراً لجملةٍ مُبهَمةِ النسبةِ، نحو "حَسُنَ علي خُلُقاً. ومَلأ الله قَلبَكَ سُروراً". فإنَّ نسبةَ الحُسنِ إلى عليٍّ مُبهَمةٌ تحتملُ أشياءَ كثيرة، فأزلتَ إبهامَها بقولك "خلُقاً". وكذا نسبةُ مَلْءِ اللهِ القلبَ قد زال إبهامُها بقولك "سروراً". ومن تمييزِ النسبةِ الاسمُ الواقعُ بعدَ ما يُفيدُ التَّعجُّبَ، نحو "ما أشجعَهُ رجلاً. أكرمْ بهِ تلميذاً. يا لهُ رجلاً. للهِ درُّهُ بَطلاً. وَيحَهُ رجلاً. حَسبُكَ بخالدٍ شُجاعاً. كفى بالشَّيبِ واعظاً. عَظُمَ عليٌّ مَقاماً، وارتفعَ رُبتةً".
تمييز النسبة وحكمه وهو على قسمين مُحَوَّلٍ وغير مُحوَّل.وهما :
أ‌.    فالمحوَّلُ ما كانَ أصلُهُ فاعلاً؛ كقوله تعالى : واشتعلَ الرأسُ شيباً،[40] ونحو "ما أحسنَ خالداً أدباً! "، أو مفعولاً، كقوله سبحانهُ.
ب‌.   وغيرُ المحول ما كان غير محوّل عن شيء، نحو "أكرمْ بسليم رجلاً. سَمَوتَ أديباً. عظُمت شجاعاً، لله دَرُّهُ فارساً, ملأتُ خزائني كُتُباً. ما أكرَمكَ رجلاً".
3. حُكمُ تَمْيِيزِ العَدَدِ الصَّريح
تمييزُ العددِ الصَّريحِ مجموعٌ مجرورٌ بالإضافة وجوباً، منَ الثلاثةِ إلى العشرة، نحو "جاءَ ثلاثةُ رجالٍ، وعشرُ نِسوةٍ"، ما لم يكن التمييزُ لفظَ مِئَةٍ، فيكون مفرداً غالباً، نحو "ثلاث مِئَةٍ". وقد يُجمعُ نحو "ثلاثِ مئينَ، أو مِئاتٍ". أما الألفُ فمجموع البتةَ، نحو "ثلاثة آلافٍ". وأما معَ أحدَ عشرَ إلى تسعةٍ وتسعينَ، فالتمييزُ مفردٌ منصوبٌ، نحو "جاء أحدَ عشرَ تلميذاً، وتسعٌ وتسعونَ تلميذةً". وأما معَ المئَةِ والألفِ ومُثنَّاهما وجمعِهما، فهو مفردٌ مجرورٌ بالإضافة وجوباً، نحو "جاءَ مِئَةُ رجلٍ؛ ومِئَتا امرأَةٍ، ومِئاتُ غُلامٍ، والفُ رجلٍ، وأَلفا امرأَةٍ، وثلاثةُ آلافِ غلامٍ". وقد شذَّ تمييزُ المِئَة منصوباً في قوله.

4.     "كم" الاستِفْهامِيَّة وتَمْيِيزُها
كَمِ الاستفهاميةُ ما يُستفهَمُ بها عن عددٍ مُبهَمٍ يُراد تَعيينُهُ، نحو "كم رجلاً سافرً؟ ". ولا تقعُ إلاّ في صدر الكلامِ، كجميع أَدواتِ الاستفهام. ومُميّزُها مفردٌ منصوبٌ، كما رأَيتَ. وإن سبقها حرفُ جرّ جاز جره - على ضَعفٍ - بِمنْ مُقدَّرةً، نحو "بكمْ درهم اشتريتَ هذا الكتابَ؟ " أَي بكم من درهم اشتريته؟ ونصبُهُ أَولى على كلِّ حالٍ وجرُّهُ ضعيفٌ. وأَضعفُ منه إظهارُ "مِنْ".
ويجوزُ الفصلُ بينها وبينَ مُميِّزها. ويكثرُ وقوعُ الفصل بالظّرف والجارِّ والمجرور، ونحو "كم عندَك كتاباً؟ وكم في الدار رجلاً؟. ويجوزُ حذفُ تمييزِها، مثل : كم مالُكَ؟ أي كم درهماً، أو ديناراً، هُو؟. وحُكمُها، في الإعرابِ، أَن تكونَ في محلِّ جرٍّ، إن سبقَها حرفُ جرٍّ، أو مضافٌ، نحو "في كم ساعة بلغتَ دمَشقَ؟، ونحو : رأيَ كم رجلاً أّخذتَ؟، وأن تكونَ في محل نصب إن كانت استفهاماً عن المصدر، لأنها تكونُ مفعولاً مطلقاً، نحو "كم إحساناً أحسنت؟، أو عن الظّرفِ، لأنها تكونُ مفعولاً فيه، نحو كم يوماً غِبْتَ؟ وكم ميلاً سِرتَ؟ "، أَو عن المفعول به، نحو : كم جائزةً نِلْتَ؟ أَو عن خبر الفعلِ الناقصِ، نحو :كم إخوتُكَ؟. فإن لم تكن استفهاماً عن واحدٍ مما ذُكرَ، كانت في محل رفعٍ على أنها مبتدأ أو خبرٌ. فالأولُ نحو "كم كتاباً عندَكَ؟ "، والثاني نحو "كم كتُبكَ؟ ". ولك في هذا أيضاً أن تجعل "كم" مبتدأ وما بعدَها خبراً. والأول أولى.
5.     "كم" الخَبَرِيَّة وتَمْيِيزُها
كم الخبريّةُ هي التي تكون بمعنى "كثيرٍ" وتكونُ إخباراً عن عدَد كثير مُبهَمِ الكميّةِ، نحو :كم عالمٍ رأيتُ!، أي رأيتُ كثيراً من العلماء ولا تقعُ إلاّ في صدر الكلامِ، ويجوز حذفُ مُميّزها، إن دلَّ عليه دليلٌ، نحو : كم عَصَيتَ أمري!، أي : كم مَرَّةٍ عصيتَهُ!. وحكمُ مُميّزها أن يكونَ مفرداً، نكرةً، مجروراً بالإضافةِ إليها أو بِمن، نحو :كم علمٍ قرأتُ! ونحو :كم من كريم أكرمتُ!. ويجوزُ أن يكون مجموعاً، نحو : كم عُلومٍ أعرِفُ!. وإفرادُهُ أَولى.
وتشترِكُ "كم" الاستفهاميةُ و"كم" الخبريّة في خمسةِ أمور كونُهما كنايتَينِ عن عددٍ مُبهَمٍ مجهولِ الجنس والمِقدارِ، وكونُهما مُبنيَّتينِ، وكون النباءِ على السكونِ، ولُزومُ التصديرِ، والاحتياجُ إلى التَّمييز. ويفترقانِ في خمسة أُمور أيضاً
أ‌.       أنَّ مُميزيهما مختلفانِ إعراباً. وقد تقدَّم شرحُ ذلك.
ب‌. أنَّ الخبريّة تختصُّ بالماضي، كَرُبَّ، فلا يجوزُ أن تقول :كم كتُبٍ سأشتري!، كما لا تقولُ : رُبَّ دارٍ سأبني. ويجوز أن تقول :كم كتاباً ستشتري؟.
ت‌.  أن المتكلَم بالخبرية لا يستدعي جواباً، لأنه مخبِرٌ، وليس بُمستفهِم.
ث‌. أنَّ التصديقَ أو التكذيب يتوجَّهُ على الخبرية، ولا يتوجّه على الاستفهاميّة، لأنَّ الكلامَ الخبريّ يحتملُ الصدقَ والكذبَ. ولا يحتملُهما الاستفهاميُّ، لأنه إنشائي.
ج‌.  أنَّ المُبدَل من الخبريةِ لا يقترِنُ بهمزة الاستفهاميّة، تقولُ :كم رجلٍ في الدار! عَشَرةٌ، بل عشرونَ. وتقولُ :كم كتابٍ اشتريتَ! عَشَرةً، بل عشرينَ، أما المُبدَلُ من الاستفهاميةِ فيقترن بها، نحو :كم كتُبُكَ؟ أعشرَةٌ أم عشرون؟, ونحو :كم كتاباً اشتريتَ؟ أَعشرةً، أَم عشرين؟.
6.     كأَيِّنْ وتَمْيِيزُها
كأيّنْ (وتُكتَبُ كأيٍّ أيضاً) مثل "كم" الخبريّة معنًى. فهي تُوافقُها في الإبهام، والافتقارِ إلى التمييز، والبناءِ على السكون، وإفادةِ التّكثير، ولُزومِ أن تكونَ في صدر الكلام، والاختصاصِ بالماضي. وحكمُ مُميزها أن يكون مفرداً مجروراً بِمِنْ، كقوله تعالى : وكأيّنْ من نَبيّ قاتلَ معَهُ رِبَيُّونَ كثير[41] ، وقولهِ : وكأيّنْ من دابّة لا تَحمِلُ رزقَها، اللهُ يَرزقُها وإياكم.[42] وحكمها في الإعراب، كحكم أُختها "كم" الخبرية، إلا انها إن وقعت مبتدأ لا يُخبَر عنها إلا بجملةٍ أو شبهها (أي الظَّرفِ والجارّ والمجرور) ، كما وحكمها في الإعراب، كحكم أُختها "كم" الخبرية، إلا انها إن وقعت مبتدأ لا يُخبَر عنها إلا بجملةٍ أو شبهها (أي الظَّرفِ والجارّ والمجرور) ، كما
7.     "كَذا" وتَمْيِيزُها
كونُ "كذا" كنايةً عن العددِ المبهَمِ، قليلاً كان أو كثيراً، نحو : جاءني كذا وكذا رجلاً، وعن الجملةِ، نحو قلتُ : كذا وكذا حديثاً, والغالب أن تكونَ مُكرَّرةً بالعطفِ، كما رأيت. وقد تُستعمَلُ مُفردَةً أو مكرَّرةً بلا عَطف. وحُكمُها في الإعراب أنها مبنيّةٌ على السكون. وهي تقع فاعلاً، نحو :سافر كذا وكذا رجلاً، ونائب فاعل، نحو : أُكرِمَ كذا وكذا مجتهداً، ومفعولاً به نحو: أكرمتُ كذا وكذَا عالماً، ومفعولاً فيه، نحو : سافرتُ كذا وكذا يوماً. وسرت كذا وكذا ميلاً، ومفعولاً مطلقاً، نحو : ضربتُ اللصَّ كذا وكذا ضَربةً، ومبتدأ، نحو : عندي كذا وكذا كتاباً، وخبراً، نحو : المسافرونَ كذا وكذا رجلاً.
8.     بعضُ أَحكامٍ للتَّمْيِيز[43]
أ‌.       عاملُ النّصبِ في تمييزِ الذاتِ هو الاسمُ المُبهَمُ المميَّزُ، وفي تمييزِ الجملةِ هو ما فيها من فعل أو شِبههِ.
ب‌.  لا يَتَقدَّمُ التمييزُ على عامله إن كان ذاتاً "كرطل زيتاً"، أو فعلاً جامداً، نحو "ما أحسنَهُ رجلاً. نِعمَ زيدٌ رجلاً. بِئس عَمرٌو امرأً". ونَدَر تَقدُّمُهُ على عاملهِ المتصرّفِ.
ت‌. لا يكونُ التمييزُ إلاّ اسماً صريحاً، فلا يكونُ جملةً ولا شِبهَها.
ث‌. لا يجوز تعدُّدُهُ.
ج‌.   الأصلُ فيه أن يكونَ اسماً جامداً. وقد يكونُ مشتقاً، إن كان وصفاً نابَ عن موصوفهِ، نحو "للهِ دَرُّهُ فارساً!. ما أحسنَهُ عالماً!. مررت بعشرينَ راكباً". (لأن الأصل "لله درّهُ رجلاً فارساً، وما أحسنه رجلاً عالماً، ومررت بعشرين رجلاً راكباً". فالتمييز، في الحقيقة، انما هو الموصوف المحذوف) .
ح‌.  الأصلُ فيه أن يكونَ نكرةً. وقد يأتي معرفةً لفظاً، وهو في المعنى نكرةٌ، كقول الشاعر : (رَأَيتُكَ لَمَّا أَنْ عَرَفْتَ وُجوهَنا. صَدَدْتَ، وَطِبْتَ النَّفْسَ يَا قَيْسُ عَنْ عَمْرِو). وقول الآخر :(عَلاَمَ مُلِئْتَ الرُّعبَ؟ ... وَالحَرْبُ لم تَقِدْ"). فإن "أل" زائدةٌ، والأصل "طِبتَ نفساً، ومُلِئتَ رعباً"
خ‌.  قد يأتي التمييزُ مؤكّداً، خلافاً لكثير من العُلماءِ، كقوله تعالى : إنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عندَ اللهِ اثنا عشرَ شهراً.[44] ونحو "اشتريتُ من الكتبِ عشرينَ كتاباً"، فشهراً وكتاباً لم يذكرا للبيانِ، لأنَّ الذات معروفة، وإنما ذُكرا للتأكيد.
د‌.     لا يجوزُ الفصلُ بينَ التمييزِ والعدَدِ إلاّ ضرورة في الشعر كقوله :"في خَمْسَ عَشْرَةَ من جُمادَى لَيْلَةً" يريدُ في خَمسَ عَشرَةَ ليلةً من جُمادى.
ذ‌.     إذا جئتَ بعد تمييز العَددِ - كأحدَ عشرَ وأخواتها، وعشرين وأخواتها - بِنعتٍ، صَحّ أن تُفردهُ منصوباً باعتبارِ لفظِ التمييز، نحو "عندي ثلاثةَ عشرَ، أو ثلاثون، رجلاً كريماً"، وصَحَّ أن تجمعهُ جمعَ تكسيرٍ منصوباً،باعتبار معنى التمييز، نحو "عندي ثلاثة عَشر، أو ثلاثون رجلاً كِراماً، لأن رجلاً هُنا في معنى الرجال، ألا ترى أنَّ المعنى ثلاثةَ عشرَ، أو ثلاثون من الرجال". ولكَ في هذا الجمعِ المنعوتِ به أن تحمِلَهُ، في الإعراب، على العَدَد نفسه، فتَجعلهُ نعتاً لهُ، نحو "عندي ثلاثةَ عشرَ، أو ثلاثون رجلاً كِراماً". ولكَ أن تقولَ "عندي أَربعونَ درهماً عربياً أَو عربيّةً"، فالتذكير باعتبار لفظٍ الدرهم، والتأنيث باعتبار معناهُ، لأنه في معنى الجمع، كما تقدمَ.
ر‌.   قد يضافُ العددُ فيستغنى عن التّمييز، نحو "هذه عَشَرَتُكَ، وعِشرُو أبيك، وأحدَ عشرَ أَخيكَ"، لأنك لم تُضِف إِلاَّ والمُميّزُ معلومُ الجنس عند السامع. ويستثنى من ذلك "اثنا عشرَ واثنتا عَشْرةَ"، فلم يُجيزُوا إضافتها، فلا يقال "خُذِ اثنيْ عشرَكَ"، لأنَّ عَشْرَ هنا بمنزلةِ نون الاثنين، ونونُ الاثنينِ لا تجتمعُ هي والإضافة، لأنها في حكم التنوينِ، فكذلك ما كان في حكمها.





قائمة المراجع

1. مصطفي الغلابيني,2008. جامع الدروس العربية. بيروت: دارالبيان لطبعة والنشروالتوزيع
2. زكاريا أحمد كرهي,2004. الميسر في النحو .غاروت : ابن أزكي.
3. القرأن الكريم: يونس :4. جميعا: الحال من الكاف في مرجعكم التي هي فاعل في المعني.
4. القرأن الكريم : الحجرات 12.
5. القرأن الكريم : الحجر 47
6.   القرأن الكريم : يوسف: 2
7. القرأن الكريم : الأعراف : 142
8. القرأن الكريم : الأعراف : 74
9. القرأن الكريم : الأسراء : 6
10.       القرأن الكريم : هود : 76   
11.      القرأن الكريم : المدثر : 49
12.      القرأن الكريم : البقرة : 259
13.      القرأن الكريم : القمر : 7
14.        القرأن الكريم : الرعد : 23-24
15.      القرأن الكريم : الفرقان : 41
16.      القرأن الكريم : النساء 43
17.      القرأن الكريم : الإسراء : 37
18.      القرأن الكريم : القيامة 3-4
19.        القرأن الكريم : الأنفال : 5
20.        القرأن الكريم : النساء : 43
21.      القرأن الكريم : الأعراف : 4
22.      القرأن الكريم : البقرة : 2
23.        القرأن الكريم : الحجر : 11
24.      القرأن الكريم : الصف :5
25.      القرأن الكريم : المائدة : 85
26.      القرأن الكريم : البقرة : 243
27.      القرأن الكريم : البقرة : 36
28.      البقرة : 75
29.      القرأن الكريم : طه : 86
30.      القرأن الكريم : إبراهيم : 33
31.      القران الكريم : الزلزلة 7-8
32.      القرأن الكريم : مريم : 4
33.      القرأن الكريم : أل عمران : 146
34.      القرأن الكريم : العنكبوت : 60
35.      القرأن الكريم : التوبة : 36




[1]  سالما : حال من الكاف الّتي هي فاعل في المعني وإن كانت في اللفظ مضافة إلي المصدر
[2]  القرأن الكريم: يونس :4. جميعا: الحال من الكاف في مرجعكم التي هي فاعل في المعني.
[3]  مصطفي الغلابيني, جامع الدروس العربية (بيروت: دارالبيان لطبعة والنشروالتوزيع, 2008), 489
[4]  القرأن الكريم : الحجرات 12.
[5]  القرأن الكريم : الحجر 47
[6]  مصطفي الغلابيني, جامع الدروس العربية (بيروت: دارالبيان لطبعة والنشروالتوزيع, 2008), 489
[7]  القرأن الكريم : يوسف: 2
[8]    القرأن الكريم : الأعراف : 142
[9]  القرأن الكريم : الأعراف : 74
[10]  القرأن الكريم : الأسراء : 61
[11] القرأن الكريم : هود : 76                                      
[12]  القرأن الكريم : المدثر : 49
[13]  القرأن الكريم : البقرة : 259
[14]  مصطفي الغلابيني, جامع الدروس العربية (بيروت: دارالبيان لطبعة والنشروالتوزيع, 2008), 497

[15]  القرأن الكريم : القمر : 7
[16]  مصطفي الغلابيني, جامع الدروس العربية (بيروت: دارالبيان لطبعة والنشروالتوزيع, 2008), 500
[17]  القرأن الكريم : الرعد : 23-24
[18]  القرأن الكريم : الفرقان : 41
[19]  القرأن الكريم : النساء 43
[20]  القرأن الكريم : الإسراء : 37
[21]  القرأن الكريم : القيامة 3-4
[22]  مصطفي الغلابيني, جامع الدروس العربية (بيروت: دارالبيان لطبعة والنشروالتوزيع, 2008), 500501-502

[23]  مصطفي الغلابيني, جامع الدروس العربية (بيروت: دارالبيان لطبعة والنشروالتوزيع, 2008), 505
[24]  القرأن الكريم : الأنفال : 5
[25]  القرأن الكريم : النساء : 43
[26]  القرأن الكريم : الأعراف : 4
[27]  القرأن الكريم : البقرة : 2
[28]  القرأن الكريم : الحجر : 11
[29]  القرأن الكريم : الصف :5
[30]  القرأن الكريم : المائدة : 85
[31]  القرأن الكريم : البقرة : 243
[32]  القرأن الكريم : البقرة : 36
[33]  البقرة : 75
[34]  القرأن الكريم : طه : 86
[35]  القرأن الكريم : إبراهيم : 33
[36]  مصطفي الغلابيني, جامع الدروس العربية (بيروت: دارالبيان لطبعة والنشروالتوزيع, 2008), 511
[37]مصطفي الغلابيني, جامع الدروس العربية ................. , 512
[38]  زكاريا أحمد كرهي, الميسر في النحو (غاروت : ابن أزكي, 2004), 69
[39]  القران الكريم : الزلزلة 7-8
[40]  القرأن الكريم : مريم : 4
[41]  القرأن الكريم : أل عمران : 146
[42]  القرأن الكريم : العنكبوت : 60
[43]  مصطفي الغلابيني, جامع الدروس العربية (بيروت: دارالبيان لطبعة والنشروالتوزيع, 2008), 520-522
[44]  القرأن الكريم : التوبة : 36

Posting Komentar untuk "الحال والتمييز"